رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم: مجلس الأمة أتم عمره الدستوري بدعم من القيادة السياسية والتعاون النيابي



2020-10-20

أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم أن المجلس أتم عمره الدستوري كاملا وفقاً لرؤية فقيد البلاد الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، لافتا الى أن هذا الأمر لم يحدث منذ أكثر من عشرين عاما. وقال الغانم خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد العادي الخامس التكميلي من الفصل التشريعي الخامس عشر،إن هذا لم يكن ليحدث لولا دعم القيادة السياسية، والتعاون النيابي رغم الظروف الاستثنائية والمتمثلة في جائحة (كورونا) وهيمنة قضايا شديدة الحساسية على المشهد السياسي وكثرة الاستجوابات وغيرها. وأضاف 'لنتداع إلى تبني القضايا المصيرية، ونتحد في توليها، وأن نوحد جهودنا في حلها ومعالجتها، وأن يكون ذلك بطرح واقعي، وفق برنامج عملي، بعيدا عن الخطابات العاطفية، والأساليب الفوضوية، القائمة على المزايدات الانتخابية والمهاترات السياسية'. وفيما يلي نص كلمة الغانم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبدالله النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظكم الله ورعاكم ؛ سمو ولي العهد رعاكم الله ؛ سمو رئيس مجلس الوزراء وفقكم الله ؛ الزملاء الأفاضل ؛ الضيوف الكرام ؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جاء في التنزيل الحكيم ، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: بسم الله الرحمن الرحيم ( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ) الإسراء/80 صدق الله العظيم حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظكم الله ورعاكم اسمحوا لي أن أستهل كلمتي بذكرى غالية في نفسى، عزيزة على قلبي، ماثلة في وجداني، يهتز لها كياني، لا يغيب عني خيالها، ولا يخطر لي نسيانها، إنها ذكرى جبلنا الأشم، وبدرنا الأتم، سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، الذي اعتدنا على مدى سبع سنوات، وعند افتتاح كل دور انعقاد، على الأنس بمخاطبته، والغبطة بمجاورته. كنت أشعر كلما التفت إليه -وأنا أخاطبه- أني في حضرة وطن باذخ وشعب شامخ، في حضرة تاريخ سياسي عريق، وإرث حضاري سامق، في حضرة تجربة قيادية فريدة، وحكمة ملهمة رشيدة. فهذا المقام – بحق - يذكرني بالأمير الإنسان، الذي ما زالت ذكراه عالقة في أركان المكان، وستبقى -بإذن الله- حاضرة في كل زمان، يخفق لها الجنان، ويهتز لها الوجدان. على أن ما يعزينا عن فقده، من تسلم الراية من بعده، وهو صنوه في الكفاح، وشريكه في النجاح، حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد - حفظه الله ورعاه-، الذي تولى مسؤولية البناء، وواصل مسيرة العطاء، بروح وثابة، وهمة عالية، وعزيمة قوية، ولسان حاله يقول: نبني كما كانت أوائلنا تبني ونصنع مثلما صنعوا ولا غرو في ذلك، فأنت -يا سمو الأمير- ابن تلك المدرسة العريقة التي أنجبت قادة حكماء، وسادة نجباء، نشروا على بلادهم جناح الفضل والبذل، وحكموها بالمساواة والعدل. فباسم الأمة أعزيك مجددا -يا سمو الأمير- برحيل من كنت له سندا في الملمات، وعضدا في المعضلات. وباسم الأمة أهنئك -مرة أخرى- على تولي مقاليد الحكم في البلاد أميرا حكيما، ووالدا رحيما، وأبا للسلطات، وحارسا للدستور، وأمينًا على مصالح الوطن والمواطنين. كما أهنئكم يا صاحب السمو حفظكم الله ورعاكم ، على مبادرتكم المباركة بسرعة تزكيتكم لولي عهدكم الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وعلى مبايعة ممثلي الأمة له بالإجماع، في جو مفعم بالسعادة والسرور، والغبطة والحبور، جددت فيه الكويت طرح مثالها الاستثنائي الرائد، ونموذجها التاريخي الراشد، في الانتقال السلس والهادئ لمقاليد الحكم في البلاد في فترة زمنية قياسية. لقد كانت تزكيتكم لسمو ولي العهد مبعث أمان ومحل اطمئنان ، فبايعته الأمة ولياً للعهد ، وهو رجل عرفه الكويتيون بالاستقامة والعدالة والحزم، فتبوأ في نفوسهم المكان اللائق به من المحبة والتقدير، بدوره الفاعل، وعطائه الحافل، على مدى خمسين عاما، أرسى فيها -في جميع المناصب التي تقلدها- مبدأ العدل والمساواة، وعدم المداهنة والمحاباة. وفقك الله لما يحب ويرضى يا صاحب السمو، وسدد على درب الحق والخير خطاك، ومتعكم وولي عهدكم الأمين بموفور الصحة والعافية والعمر المديد، إنه سميع مجيب . حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظكم الله ورعاكم ها نحن على مشارف انتهاء الفصل التشريعي الخامس عشر، ليتم المجلس بذلك عمره الدستوري كاملا ، وهذا الأمر لم يحدث منذ أكثر من عشرين عاما. لقد دار المجلس دورته، وأتم مدته، بفضل الله سبحانه، ثم بدعم القيادة السياسية الحكيمة، والتعاون النيابي ، على الرغم من الظروف الاستثنائية التي شهدناها، والمتمثلة في الجائحة الصحية التي اجتاحت العالم، وبالتصعيد السياسي الذي تمخض عن عدد غير مسبوق من الاستجوابات، وبهيمنة قضايا شديدة الحساسية على المشهد السياسي، فضلا عن المحاولات اليائسة التي كانت تسعى على الدوام إلى حل المجلس، إلا أن المجلس أكمل مدته الدستورية كاملة وفقا لرغبة فقيدنا الكبير طيب الله ثراه، ورغبة سموكم حفظكم الله ورعاكم . مضت أربع سنوات من العمل البرلماني الدؤوب، وتوشك صفحتها أن تنطوي، بإنجازاتها وإخفاقاتها، وإيجابياتها وسلبياتها، ليرجع بعد ذلك ممثلو الشعب إلى الشعب مرة أخرى، ليقول كلمته الفصل، بتجديد الثقة لمن يراه أهلا لها، وبحجبها عمن يراه دون مستوى المسؤولية والتحدي والطموح. واثقين بحسن اختيار الشعب، متطلعين إلى مجلس جديد، يكون – بإذن الله - على قدر التحديات الوطنية، الداخلية والخارجية. مجلس يعرف كيف يحدد الأولويات، وكيف يضع الاستراتيجيات، وكيف يضبط الأجندات، وكيف يضطلع بالمسؤوليات. مجلس يضع يده على الجروح المفتوحة ليداويها، لا لينثر الملح عليها . مجلس يتبنى ما هو مستحق على المستوى الوطني، لا الهامشي من القضايا ولا إلى التناكف السياسي الذي أهدر جهودنا وأضاع من وقتنا الكثير . مجلس يحمل هموم الشعب على عاتقه، ويجتهد في تلبية احتياجاته وتحقيق طموحاته. مجلس يغلب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية. مجلس يحافظ على استقرار الوطن وأمنه من كيد الكائدين وعبث العابثين. مجلس يتعاون مع حكومة قوية متجانسة، لتنفيذ خارطة طريق واضحة، لمواصلة مسيرة بناء البلاد، ومحاربة الفساد. إن أمام المجلس القادم تحديات وملفات لا تحتمل التأجيل، ملفات بعضها مزمن، وبعضها الآخر مستجد، وهنا يؤسفني أن أقول إنها لم تحظ بما تستحق من الاهتمام والتركيز ، بل تم التعاطي معها باعتبارها قضايا هامشية، لا يُعبأ بها ولا يُلتفت إليها! يأتي في طليعتها قضايا العجز في الميزانية، وانخفاض أسعار النفط والحاجة الملحة إلى إصلاحات اقتصادية ضرورية، وتنويع مصادر الدخل؛ لضمان استمرار العيش الكريم للمواطن والأجيال القادمة . كما لم تحظ القضية الإسكانية بالرعاية الكافية، وهي قضية تشغل بال كل أسرة كويتية، تنتظر بيتا يجمعها، ومسكنا يلم شملها. فضلا عن التهميش المجحف لقضايا التعليم وتطوير المناهج وطرق التدريس وتشجيع البحث العلمي، التي شهدت في السنوات الأخيرة تراجعا مخيفا. ناهيك عن تجاهل الملف الشائك، الذي يخشى كثير من السياسيين الاقتراب منه، وهو ملف الهوية الوطنية، ومعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، هذا الملف الذي بقي عقودا بلا حلول عملية، ولا معالجات واقعية، واستمر متروكا للمزايدات السياسية والتكسبات الانتخابية، فلم يتم إنصاف المستحقين، ولا كشف زيف المدعين والمزورين. هذا، وإن مقياس النجاح الحكومي والإنجاز البرلماني سيظل دائما مرتبطا بالمواجهة الشجاعة للقضايا المصيرية، والتصدي الجاد للتحديات الكبرى. لذا فإن الواجب علينا ككويتيين أن نوجه خطابنا السياسي في هذه المرحلة الحرجة باتجاه القضايا التي لا تحتمل التأجيل والتسويف والتجاهل، القضايا التي تشكل قنابل موقوتة، القضايا التي تمثل تهديدا حقيقيا لرخاء بلادنا ومستقبل أولادنا. لنتداع إلى تبنيها، ونتحد في توليها، وأن نوحد جهودنا في حلها ومعالجتها، وأن يكون ذلك بطرح واقعي، وفق برنامج زمني عملي، بعيدا عن الخطابات العاطفية، والأساليب الفوضوية، القائمة على المزايدات الانتخابية والمهاترات السياسية. وقبل الختام أجد لزاما علي أن أتوجه بالشكر الجزيل الي سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ، الذي تولى زمام أمور الحكومة وهي مثقلة بملفات كبيرة، وقضايا خطيرة، في ظل ظرف استثنائي ووباء عالمي، أشكره على تعاونه الكبير مع مجلس الأمة، وسعيه الحثيث على التنسيق معه في ملف كورونا، والملفات الأخرى المهمة والحساسة. خــتـامــا .... أسأل الله العلي القدير أن يحفظ الكويت، قيادة وشعبا من كل شر ومكروه،، ويسدد على دروب التقدم والازدهار والاستقرار خطاها، إنه سميع مجيب الدعوات وقبل ان أنهي كلمتي أجد من الواجب علي يا سمو الأمير أن أتقدم لك بجزيل الشكر والامتنان والعرفان على ما تفضلت به قبل قليل في نطقك السامي من كلمات بحقي وإنها بالتأكيد ستكون دافعا لبذل مزيد من العطاء أقولها شكرا نيابة عن أختي وإخواني النواب والحمدلله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

مصدر الخبر : شبكة الدستور البرلمانية